بعد
تزوج الرسول الكريم بالسيدة سوداء رضي الله عنها كان لابد له ان يتزوج
بامراة اخرى لنشر دعوته فذهبت قريبته لتخطب له و كان هذه المرة دور السيدة
عائشة بنت ابو بكر الصديق فقصدت منزلها و لاقت امها و اخبرتها ان الرسول
يريد الزواج من عائشة فسكتت امها وطلبت منها ان تتريث حتى ياتي ابو بكر و
لما جاء اخبرته زوجته بما حصل معها فقال لها ابو بكر انتظري حتى اسال
خاطبها الاول ان كان مازال يريدها فذهب الى خاطبها الاول اللذي عدل عن
رايه لان عائلته كانت لا تزال كافرة فتنهد ابو بكر لسماعه هذا و فرح
بتزويج ابنته لصديقه الرسول فخطبها صلى الله عليه و سلم و هي ذات 7 سنوات
و تزوجها و هي ذات 9 سنوات و يمكن لبعض الناس ان يتعجبوا ان هذا السن صغير
للزواج و لكن نقول لهؤلاء الناس ان المراة في البيئة الصحراوية تنضج بسرعة
بسبب شدة الحر عكس المراة في البيئة الباردة تنصج في سن متاخرة و قد كانت
معظم نساء الجزيرة العربية تتزوج مبكرا و مثال عن ذلك تزوج السيدة صفية
باليهودي و هي ذات 11 سنة و تزوج اخرى في 10 سنوات و هذه الامثلة تمنع كل
هماز لماز غماز و تسكته و قد تزوجها الرسول في هذا السن المبكر لسهولة
حفظها و كذا لتعمل على نشر رسالته بعد وفاته لان الرسول وقتها كان يبلغ من
العمر 52 سنة و هكذا تزوجها و تقول السيدة عائشة ان يوم زفافها كانت تلعب
مع صديقاتها على المراجيح فنادتها امها لكي تتزين و تسرح شعرها فكان العرس
بالغناء و الوليمة فتقول ان الرسول كان بنفسه يوزع الاكل و من ثم انصرف
المعاريض فكان بيت عائشة و الرسول بسيطا جدا به بعض الحصير و الوسائد و
فرش قليل و هذه كانت معيشة الرسول بسيطة لكن مليئة بالفرح و السرور فيقال
ان السيدة عائشة كانت احب زوجاته بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ففي احدى
المرات خرج احد الصحابة و هو عمرو بن العاص في غزوة فانتصر و عاد له
بغنائم كبيرة ففرح به الرسول فانتهز الصحابي اجتماع الصحابة بالرسول لانه
ظن لو سال الرسول الان عن اكثر الناس احب اليه لاجابه انه حتما هو و
بالتالي فان اسمه سوف يرصخ على مدى الحياة فسال عمرو الرسول قائلا من هو
احب الناس اليك فاجابه الرسول عائشة فاستحى عمرو و قال له ليس من النساء
يا رسول الله من الرجال فقال صلى الله عليه و سلم ابوها فقال ثم من فقال
عمر بن الخطاب ثم قال من فاجابه عثمان بن عفان ثم قال فمن فقال علي بن ابي
طالب و هكذا الى ان وصل عدد اللذين ذكرهم الرسول 21 فقال عمرو بن العاص
فسكت و قلت في نفسي انا رقم22 فذاع بين الناس ان الرسول يحب السيدة عائشة
فاخذوا يقدمون له الهدايا يوم يقضي ليلته عند عائشة و قد كانت عائشة تسال
الرسول و تقول له كم حبك لي فيقول لها كالعقدة في الحبل لا تنفك ابدا و كل
مرة كانت تساله كيف حال العقدة فيقول لها على حالها فتقول الحمد لله فقد
كانت علاقتها بالرسول جد متينة فتقول امنا انها كانت تخرج مع الرسول لرؤية
بعض العروض فتضع خدها على كتفيه و هو يضع يديه على كتفيها و هم يتفرجون
العروض ثم يقول لها اشبعت من رؤيتها فتقول له ليس بعد ثم يقول ها اكتفيت
فتقول لا و تقول عائشة انها كانت تمل من رؤيتها و لكنها كانت تريد معرفة
مدى قدرته على تحملها و تقول عائشة ايضا انها كانت تخرج مع الرسول في
الفسح و ذات مرة عرض عليها ان يتسابقا فتقول فسابقته فسبقته فبقي يطعمني
بيديه مدة اسبوع حتى سمنت ثم عاودنا التسابق فسابقته فسبقني فقال لي هذه
واحدة بواحدة
ومن حب الرسول و اخلاقه تقول عائشة انني عندما اكون حائضا كان الرسول
ياخذالكاس التي اشرب منها و يضع شفتاه على موضع شفتي على الكاس ليشرب منه
و من حبه ايضا لها كان كل من يريد التقرب من الرسول يبعث له هدايا يوم
يقضي ليلته عند عائشة فغارت بقية زوجات الرسول من ذلك فاجتمعن و طلبن من
اعقل زوجاته ام سلمة ان تكلمه ليطلب من الناس ان يقسموا هداياهم بين كل
زوجاته فسكت الرسول فقررت زوجاته ان تتدخل ابنته فاطمة الزهراء فكلمته
فاطمة فقال لها يا فاطمة اتحبينني فقالت نعم يا ابي فقال لها اذن احبي من
احب فسكتت فاطمة و قالت لزوجاته لن اعاود الكلام عن عائشة بعد اليوم
و تقول عائشة رضي الله عنها انها كانت تنادى حبيبة الرسول وكل احاديثها
يقال عنها عن حبيبة حبيب الله و يقصد بها عائشة و من القصص ايضا تقول
عائشة انها كانت تستحم مع الرسول في اناء واحد فيقول لها اتركي لي قليلا
من الماء و هي تقول له اترك لي قليلا من الماء و يقال عنها ايضا انها عند
دخولها الفراش مع الرسول كانت تحاكيه دوما و تقص عليه قصص11 امراة و
علاقتهن بازواجهن الى ان وصلت الى قصة ام زرع فقالت عنها انها كانت تحب
ابو زرع و كذا ابو زرع كان يحبها كثيرا فكان بيتها مليئا بالحب و التفاهم
الا انها بدات ترى ان ابو زرع تغير اتجاهها فلم يصبح يتحملها فطلقها فقال
رسول الله لعائشة ان حبي لك مثل حب ابو زرع لام زرع و لكنني لن اطلقك ابدا
و قد كانت امنا عائشة شديدة الغيرة فذات مرة عزم الرسول الصحابة في بيتها
فارسلت له امنا حفصة رضي الله عنها طعاما فقامت عائشة و حطمت القصعة
برجليها فاخذ الرسول يجمع ما تحطم امام الصحابة و يقول لهم غارت امكم دون
ان يظهر عليه اي قلق ولكن عندما ذهب الى عائشة قال لها ردي القصعة التي
كسرتها الى حفصة فقالت له عائشة استغفر لي يا رسول الله
و تقول ايضا انها في احدى المرات تخاصمت مع الرسول فطلب منها ان يحضر
حاكما ليحتكم بينهما فخيرها بين ابوها و عمر بن الخطاب فقالت ان عمر لين
فاحضر ابي فجاء ابو بكر الصديق وقال هيا يا عائشة هات ما عندك فقالت اساله
هو و لكن فلتصدق القول فهم ابو بكر من مقعده ليصفعها و قال اوا يقول غير
الصدق فتدخل الرسول و منعه من ضربها فخرج ابو بكر و هو جد غاضب فقال
الرسول لعائشة لقد دافعت عنك و منعته من ضربك فضحكت عائشة فسمع ابو بكر
ضحكها من الخارج فعاد وقال لهما اشركتوماني في خصومتكما فاشركاني في
فرحكما
و قد كان الرسول يقول لعائشة اني اعرف عندما تكوني غاضبة مني فقالت عائشة
كيف فقال صلى الله عليه و سلم عندما لا تكوني غاضبة تقولي فورب محمد و
عندما تغضبي تقولي فورب ابراهيم فقالت عائشة صدقت و لكن لساني فقط يهجر
اسمك اما قلبي فلا يعرف الا اسمك و معك دوما
فقد عاش الرسول مع امنا عائشة 9 سنوات لانه توفي و عمرها18 سنة و تقول
عائشة عن وفاة الرسول انه كان يقضي كل ليله عند احدى زوجاته و عندما اشتد
عليه المرض اخذ يسال كل مرة هذه ليلة من فكانت ليلته الاخيرة عند السيدة
ميمونة رضي الله عنها فاراد الرسول ان يرى عائشة فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت
زوجاته ثم قال لهن اتسمحن لي ان امرض عند عائشة فاذن له و اخذ الى بيت
عائشة و كان مرضه شديد فاخذت ابنته فاطمة الزهراء تبكي فقال لها النبي
تعالي يا بنيتي و قال لها شيئا في اذنها فبكت ثم قال لها ادني مني فاخبرها
شيئا فضحكت و الوحيدة التي اخبرتها فاطمة هذا السر بعد وفاة النبي هي
عائشة فقالت لها عائشة لما بكيت في الاولى و ضحكت في الثانية فقالت لان
ابي اخبرني انها ليلته الاخيرة فبكيت و في الثانية اخبرني اني اول اهل
بيته لاحاقا به و كان هذا صحيح لان السيدة فاطمة الزهراء توفيت بعد6 اشهر
من وفاة الرسول اللذي شهد يوم وفاته حزنا شديدا و كان الرسول يومها تعبا و
مريضا جدا فاخذ يتصبب عرقا فاخذت عائشة تمسك بيد الرسول و تمسح عنه بها
عرقه فسئلت عن فعلها هذا و لم لا تمسح هي بيدها فقالت عائشة لان يدي
الرسول اطيب من يدي و قالت ايضا ان الرسول يومها اراد ان يستاك ليلقى ربه
و فمه طاهر فاعطته السواك فلم يستطع ان يستاك لان السواك خشن على لثته
فاخذته منه عائشة و وضعته في فمها لتلينه قليلا ثم اعطته للرسول ليستاك
فتقول اخر شيء دخل فم الرسول هو ريقي و بعدها طلب الرسول من الجميع ان
يخرجوا فخرجو الا عائشة بقيت معه و تقول عائشة ان الرسول مات و هو على
صدرها فوضع راسه بين سحرها و نحرها و هذا الشيء الوحيد اللذي كانت تعتز به
و لقد احست بموته فقالت انها سمعت الرسول يرد التحية ففهمت انه يكلم جبريل
فاتاه جبريل و ملك الموت اللذي ساله ان كان يريد البقاء في الدنيا او
الموت فقال الرسول بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى و كان الرسول اول من
خير ولن يخير بعده احد فمات صلى الله عليه و سلم فاحست بثقله عليها فعلمت
انه مات فخرجت تجري الى المسجد من باب بيتها اللذي لم يكن يخرج تاه احدا
الا الرسول فدهش الناس لرؤية عائشة و هي تبكي و تقول مات الرسول فدخل ابو
بكر و تاكد من موته فمات رسول الله و عمره63 سنة
و اكملت عائشة مشوار تبليغ الرسالة بعد وفاته فلم تبقى تبكي و تنوح طول
حياتها على الرسول بل صبرت و حاولت تنوير عقول الناس و قد كانت رضي الله
عنها تصوم كثيرا و ذات مرة تعبت لصومها يوم عرفة فغابت عن وعيها فجاءها
عمر بن الخطاب و قال لها افطري يا عائشة ففطنت و قالت له لا و الله لن
افطر في يوم يذهت الله عني سيئات سنة من قبل و سنة من بعد وحتى في صومها
لم تكن تهتم لطعامها لانها كانت تصدق كل ما تجده في المنزل فكانت جاريتها
تقول لها لم تتركي لنا ما نفطر عيه من الصيام فتجيبها عائشة لو فكرتيني من
قبل و قد كانت ايضا صابرة لانه كان ياتي الهلال فالهلال فالهلال و لم يوقد
في بيتها الحطب و تقصد بذلك ان الشهر كان يمر فالشهر و لم يطبخ شيئ على
النار كما كانت تقوم الليل فيقول عنها ابن اختها انه جاءها مرة فوجدها
تصلي و تقوم الليل و تقول اللهم قني عذاب السموم و هي تبكي فقال في نفسه
ساذهب و اعود بعد ساعة فمرت ساعة فعاد اليها فوجدها في نفس القول فخرج
وقال اعود بعد ساعة و عندما عاد وجدها مازالت تبكي و تقول اللهم قني عذاب
السموم فمن شدة خشوعها بكى هو ايضا
و قد كانت رضي الله عنها صاحبة الفضل في معرفة عدة اشياء لانها صاحبة علم
فان لم يتفق الصحابة على شيء ذهبوا اليها فتحل مشكلتهم فقد روت عن النبي
2226 تقريبا من الاحاديث فبعضهم يقول ان مرتبتها4 او 5 اما في الحقيقة
فمرتبتها الاولى لانها تروي على لسان الرسول مباشرة على خلاف الصحابة
الاخرين اللذين يرون على لسان الرسول او عائشة او صحابة اخرين
كما كانت ايضا تعرف في امور الطب فسالها ابن اختها قائلا ان كنت تعرفين
امور الدنيا و الدين قلنا علمك الرسول فكيف تعلمين عن الطب فقالت لما كان
الرسول مريضا كان ياتوه الاطباء و انا كنت اعمل بوصفاتهم
اضافة لكل هذا كانت افصح العرب و اكرمهم ان تصدقت بصدقة ادخلتها في المسك
و لما سئلت عن فعلها هذا اجابت ان صدقتها تلاقي الله قبل ان تلاقي المحتاج
و من كرمها ايضا سلمت ما كانت ترضاه لنفسها لغيرها فقد دفن الرسول و ابوها
ابو بكر في بيتها و كانت تطمع في ان تدفن بجوارهما لكن عمر بن الخطاب طلب
منها ان يدفن قربهما فلم تبخل عليه و اعطته حصتها و دفن بجواري النبي و
ابو بكر و بعد دفنه اكتشفوا ان هناك فسحة يمكن ان تدفن فيها عائشة لكنها
ابت و قالت لن ادفن مع الرسول فيقال عني اني فضلت على زوجاته لذا فادفنوني
مع زوجات الرسول
فهذه هي امنا التي عندما حان موتها جاءها ابن اختها و قال لها ليخفف عنها
انك سوف تلتحقين بالرسول و كنت حبيبته فقالت له الشيء الوحيد اللذي اعتز
به هو ان الرسول مات على صدري
وقد توفيت رضي الله عنها و دفنت بالبقيع و سارت من خلفها زوجات النبي و هن يقلن ماتت حبيبة حبيب الله
و قد كانت هذه قصة امنا عائشة التي نفخر بها و نشعر نحوها بكثير من الحب و الامتنان فيما تركته لنا
تزوج الرسول الكريم بالسيدة سوداء رضي الله عنها كان لابد له ان يتزوج
بامراة اخرى لنشر دعوته فذهبت قريبته لتخطب له و كان هذه المرة دور السيدة
عائشة بنت ابو بكر الصديق فقصدت منزلها و لاقت امها و اخبرتها ان الرسول
يريد الزواج من عائشة فسكتت امها وطلبت منها ان تتريث حتى ياتي ابو بكر و
لما جاء اخبرته زوجته بما حصل معها فقال لها ابو بكر انتظري حتى اسال
خاطبها الاول ان كان مازال يريدها فذهب الى خاطبها الاول اللذي عدل عن
رايه لان عائلته كانت لا تزال كافرة فتنهد ابو بكر لسماعه هذا و فرح
بتزويج ابنته لصديقه الرسول فخطبها صلى الله عليه و سلم و هي ذات 7 سنوات
و تزوجها و هي ذات 9 سنوات و يمكن لبعض الناس ان يتعجبوا ان هذا السن صغير
للزواج و لكن نقول لهؤلاء الناس ان المراة في البيئة الصحراوية تنضج بسرعة
بسبب شدة الحر عكس المراة في البيئة الباردة تنصج في سن متاخرة و قد كانت
معظم نساء الجزيرة العربية تتزوج مبكرا و مثال عن ذلك تزوج السيدة صفية
باليهودي و هي ذات 11 سنة و تزوج اخرى في 10 سنوات و هذه الامثلة تمنع كل
هماز لماز غماز و تسكته و قد تزوجها الرسول في هذا السن المبكر لسهولة
حفظها و كذا لتعمل على نشر رسالته بعد وفاته لان الرسول وقتها كان يبلغ من
العمر 52 سنة و هكذا تزوجها و تقول السيدة عائشة ان يوم زفافها كانت تلعب
مع صديقاتها على المراجيح فنادتها امها لكي تتزين و تسرح شعرها فكان العرس
بالغناء و الوليمة فتقول ان الرسول كان بنفسه يوزع الاكل و من ثم انصرف
المعاريض فكان بيت عائشة و الرسول بسيطا جدا به بعض الحصير و الوسائد و
فرش قليل و هذه كانت معيشة الرسول بسيطة لكن مليئة بالفرح و السرور فيقال
ان السيدة عائشة كانت احب زوجاته بعد السيدة خديجة رضي الله عنها ففي احدى
المرات خرج احد الصحابة و هو عمرو بن العاص في غزوة فانتصر و عاد له
بغنائم كبيرة ففرح به الرسول فانتهز الصحابي اجتماع الصحابة بالرسول لانه
ظن لو سال الرسول الان عن اكثر الناس احب اليه لاجابه انه حتما هو و
بالتالي فان اسمه سوف يرصخ على مدى الحياة فسال عمرو الرسول قائلا من هو
احب الناس اليك فاجابه الرسول عائشة فاستحى عمرو و قال له ليس من النساء
يا رسول الله من الرجال فقال صلى الله عليه و سلم ابوها فقال ثم من فقال
عمر بن الخطاب ثم قال من فاجابه عثمان بن عفان ثم قال فمن فقال علي بن ابي
طالب و هكذا الى ان وصل عدد اللذين ذكرهم الرسول 21 فقال عمرو بن العاص
فسكت و قلت في نفسي انا رقم22 فذاع بين الناس ان الرسول يحب السيدة عائشة
فاخذوا يقدمون له الهدايا يوم يقضي ليلته عند عائشة و قد كانت عائشة تسال
الرسول و تقول له كم حبك لي فيقول لها كالعقدة في الحبل لا تنفك ابدا و كل
مرة كانت تساله كيف حال العقدة فيقول لها على حالها فتقول الحمد لله فقد
كانت علاقتها بالرسول جد متينة فتقول امنا انها كانت تخرج مع الرسول لرؤية
بعض العروض فتضع خدها على كتفيه و هو يضع يديه على كتفيها و هم يتفرجون
العروض ثم يقول لها اشبعت من رؤيتها فتقول له ليس بعد ثم يقول ها اكتفيت
فتقول لا و تقول عائشة انها كانت تمل من رؤيتها و لكنها كانت تريد معرفة
مدى قدرته على تحملها و تقول عائشة ايضا انها كانت تخرج مع الرسول في
الفسح و ذات مرة عرض عليها ان يتسابقا فتقول فسابقته فسبقته فبقي يطعمني
بيديه مدة اسبوع حتى سمنت ثم عاودنا التسابق فسابقته فسبقني فقال لي هذه
واحدة بواحدة
ومن حب الرسول و اخلاقه تقول عائشة انني عندما اكون حائضا كان الرسول
ياخذالكاس التي اشرب منها و يضع شفتاه على موضع شفتي على الكاس ليشرب منه
و من حبه ايضا لها كان كل من يريد التقرب من الرسول يبعث له هدايا يوم
يقضي ليلته عند عائشة فغارت بقية زوجات الرسول من ذلك فاجتمعن و طلبن من
اعقل زوجاته ام سلمة ان تكلمه ليطلب من الناس ان يقسموا هداياهم بين كل
زوجاته فسكت الرسول فقررت زوجاته ان تتدخل ابنته فاطمة الزهراء فكلمته
فاطمة فقال لها يا فاطمة اتحبينني فقالت نعم يا ابي فقال لها اذن احبي من
احب فسكتت فاطمة و قالت لزوجاته لن اعاود الكلام عن عائشة بعد اليوم
و تقول عائشة رضي الله عنها انها كانت تنادى حبيبة الرسول وكل احاديثها
يقال عنها عن حبيبة حبيب الله و يقصد بها عائشة و من القصص ايضا تقول
عائشة انها كانت تستحم مع الرسول في اناء واحد فيقول لها اتركي لي قليلا
من الماء و هي تقول له اترك لي قليلا من الماء و يقال عنها ايضا انها عند
دخولها الفراش مع الرسول كانت تحاكيه دوما و تقص عليه قصص11 امراة و
علاقتهن بازواجهن الى ان وصلت الى قصة ام زرع فقالت عنها انها كانت تحب
ابو زرع و كذا ابو زرع كان يحبها كثيرا فكان بيتها مليئا بالحب و التفاهم
الا انها بدات ترى ان ابو زرع تغير اتجاهها فلم يصبح يتحملها فطلقها فقال
رسول الله لعائشة ان حبي لك مثل حب ابو زرع لام زرع و لكنني لن اطلقك ابدا
و قد كانت امنا عائشة شديدة الغيرة فذات مرة عزم الرسول الصحابة في بيتها
فارسلت له امنا حفصة رضي الله عنها طعاما فقامت عائشة و حطمت القصعة
برجليها فاخذ الرسول يجمع ما تحطم امام الصحابة و يقول لهم غارت امكم دون
ان يظهر عليه اي قلق ولكن عندما ذهب الى عائشة قال لها ردي القصعة التي
كسرتها الى حفصة فقالت له عائشة استغفر لي يا رسول الله
و تقول ايضا انها في احدى المرات تخاصمت مع الرسول فطلب منها ان يحضر
حاكما ليحتكم بينهما فخيرها بين ابوها و عمر بن الخطاب فقالت ان عمر لين
فاحضر ابي فجاء ابو بكر الصديق وقال هيا يا عائشة هات ما عندك فقالت اساله
هو و لكن فلتصدق القول فهم ابو بكر من مقعده ليصفعها و قال اوا يقول غير
الصدق فتدخل الرسول و منعه من ضربها فخرج ابو بكر و هو جد غاضب فقال
الرسول لعائشة لقد دافعت عنك و منعته من ضربك فضحكت عائشة فسمع ابو بكر
ضحكها من الخارج فعاد وقال لهما اشركتوماني في خصومتكما فاشركاني في
فرحكما
و قد كان الرسول يقول لعائشة اني اعرف عندما تكوني غاضبة مني فقالت عائشة
كيف فقال صلى الله عليه و سلم عندما لا تكوني غاضبة تقولي فورب محمد و
عندما تغضبي تقولي فورب ابراهيم فقالت عائشة صدقت و لكن لساني فقط يهجر
اسمك اما قلبي فلا يعرف الا اسمك و معك دوما
فقد عاش الرسول مع امنا عائشة 9 سنوات لانه توفي و عمرها18 سنة و تقول
عائشة عن وفاة الرسول انه كان يقضي كل ليله عند احدى زوجاته و عندما اشتد
عليه المرض اخذ يسال كل مرة هذه ليلة من فكانت ليلته الاخيرة عند السيدة
ميمونة رضي الله عنها فاراد الرسول ان يرى عائشة فقال اجمعوا زوجاتي فجمعت
زوجاته ثم قال لهن اتسمحن لي ان امرض عند عائشة فاذن له و اخذ الى بيت
عائشة و كان مرضه شديد فاخذت ابنته فاطمة الزهراء تبكي فقال لها النبي
تعالي يا بنيتي و قال لها شيئا في اذنها فبكت ثم قال لها ادني مني فاخبرها
شيئا فضحكت و الوحيدة التي اخبرتها فاطمة هذا السر بعد وفاة النبي هي
عائشة فقالت لها عائشة لما بكيت في الاولى و ضحكت في الثانية فقالت لان
ابي اخبرني انها ليلته الاخيرة فبكيت و في الثانية اخبرني اني اول اهل
بيته لاحاقا به و كان هذا صحيح لان السيدة فاطمة الزهراء توفيت بعد6 اشهر
من وفاة الرسول اللذي شهد يوم وفاته حزنا شديدا و كان الرسول يومها تعبا و
مريضا جدا فاخذ يتصبب عرقا فاخذت عائشة تمسك بيد الرسول و تمسح عنه بها
عرقه فسئلت عن فعلها هذا و لم لا تمسح هي بيدها فقالت عائشة لان يدي
الرسول اطيب من يدي و قالت ايضا ان الرسول يومها اراد ان يستاك ليلقى ربه
و فمه طاهر فاعطته السواك فلم يستطع ان يستاك لان السواك خشن على لثته
فاخذته منه عائشة و وضعته في فمها لتلينه قليلا ثم اعطته للرسول ليستاك
فتقول اخر شيء دخل فم الرسول هو ريقي و بعدها طلب الرسول من الجميع ان
يخرجوا فخرجو الا عائشة بقيت معه و تقول عائشة ان الرسول مات و هو على
صدرها فوضع راسه بين سحرها و نحرها و هذا الشيء الوحيد اللذي كانت تعتز به
و لقد احست بموته فقالت انها سمعت الرسول يرد التحية ففهمت انه يكلم جبريل
فاتاه جبريل و ملك الموت اللذي ساله ان كان يريد البقاء في الدنيا او
الموت فقال الرسول بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى و كان الرسول اول من
خير ولن يخير بعده احد فمات صلى الله عليه و سلم فاحست بثقله عليها فعلمت
انه مات فخرجت تجري الى المسجد من باب بيتها اللذي لم يكن يخرج تاه احدا
الا الرسول فدهش الناس لرؤية عائشة و هي تبكي و تقول مات الرسول فدخل ابو
بكر و تاكد من موته فمات رسول الله و عمره63 سنة
و اكملت عائشة مشوار تبليغ الرسالة بعد وفاته فلم تبقى تبكي و تنوح طول
حياتها على الرسول بل صبرت و حاولت تنوير عقول الناس و قد كانت رضي الله
عنها تصوم كثيرا و ذات مرة تعبت لصومها يوم عرفة فغابت عن وعيها فجاءها
عمر بن الخطاب و قال لها افطري يا عائشة ففطنت و قالت له لا و الله لن
افطر في يوم يذهت الله عني سيئات سنة من قبل و سنة من بعد وحتى في صومها
لم تكن تهتم لطعامها لانها كانت تصدق كل ما تجده في المنزل فكانت جاريتها
تقول لها لم تتركي لنا ما نفطر عيه من الصيام فتجيبها عائشة لو فكرتيني من
قبل و قد كانت ايضا صابرة لانه كان ياتي الهلال فالهلال فالهلال و لم يوقد
في بيتها الحطب و تقصد بذلك ان الشهر كان يمر فالشهر و لم يطبخ شيئ على
النار كما كانت تقوم الليل فيقول عنها ابن اختها انه جاءها مرة فوجدها
تصلي و تقوم الليل و تقول اللهم قني عذاب السموم و هي تبكي فقال في نفسه
ساذهب و اعود بعد ساعة فمرت ساعة فعاد اليها فوجدها في نفس القول فخرج
وقال اعود بعد ساعة و عندما عاد وجدها مازالت تبكي و تقول اللهم قني عذاب
السموم فمن شدة خشوعها بكى هو ايضا
و قد كانت رضي الله عنها صاحبة الفضل في معرفة عدة اشياء لانها صاحبة علم
فان لم يتفق الصحابة على شيء ذهبوا اليها فتحل مشكلتهم فقد روت عن النبي
2226 تقريبا من الاحاديث فبعضهم يقول ان مرتبتها4 او 5 اما في الحقيقة
فمرتبتها الاولى لانها تروي على لسان الرسول مباشرة على خلاف الصحابة
الاخرين اللذين يرون على لسان الرسول او عائشة او صحابة اخرين
كما كانت ايضا تعرف في امور الطب فسالها ابن اختها قائلا ان كنت تعرفين
امور الدنيا و الدين قلنا علمك الرسول فكيف تعلمين عن الطب فقالت لما كان
الرسول مريضا كان ياتوه الاطباء و انا كنت اعمل بوصفاتهم
اضافة لكل هذا كانت افصح العرب و اكرمهم ان تصدقت بصدقة ادخلتها في المسك
و لما سئلت عن فعلها هذا اجابت ان صدقتها تلاقي الله قبل ان تلاقي المحتاج
و من كرمها ايضا سلمت ما كانت ترضاه لنفسها لغيرها فقد دفن الرسول و ابوها
ابو بكر في بيتها و كانت تطمع في ان تدفن بجوارهما لكن عمر بن الخطاب طلب
منها ان يدفن قربهما فلم تبخل عليه و اعطته حصتها و دفن بجواري النبي و
ابو بكر و بعد دفنه اكتشفوا ان هناك فسحة يمكن ان تدفن فيها عائشة لكنها
ابت و قالت لن ادفن مع الرسول فيقال عني اني فضلت على زوجاته لذا فادفنوني
مع زوجات الرسول
فهذه هي امنا التي عندما حان موتها جاءها ابن اختها و قال لها ليخفف عنها
انك سوف تلتحقين بالرسول و كنت حبيبته فقالت له الشيء الوحيد اللذي اعتز
به هو ان الرسول مات على صدري
وقد توفيت رضي الله عنها و دفنت بالبقيع و سارت من خلفها زوجات النبي و هن يقلن ماتت حبيبة حبيب الله
و قد كانت هذه قصة امنا عائشة التي نفخر بها و نشعر نحوها بكثير من الحب و الامتنان فيما تركته لنا