تقع علي الأم مسئولية تهذيب أبنائها وتربيتهم علي احترام الكبير والعطف علي الصغير, وهذا ما يؤكده الدكتور إلهامي عبد العزيز إمام استاذ ورئيس قسم الدراسات البيئية والتربوية للأطفال. |
|
|
|
مؤكدا ان الأم لكي تقوم بهذا الدور عليها أن تعلم
طفلها عدم مخالفة توجيهات الأبوين حتي لا ينشأ مستهينا أو متمردا علي
سلطتهما, فلا يستطيعان بعد ذلك تقويمه, وعليهما عدم الاستسلام لدموعه
أو اعتراضاته حتي يضعا له القواعد السلوكية الصحيحة في آداب المعاملة.
والأم يمكنها القيام بتهذيب ابنها حتي قبل ان يتعلم النطق, فمثلا عندما
تصدر عنه أي حركة غير مقبولة يمكنها ان ترد عليه بكلمة واحدة فقط هي لا شرط
ان تتلفظ بها بنبرة حزم وعندما يكبر ويبدأ يتمرد عليها أو يتحدث معها
بطريقة غير لائقة أو يتهمها بالتسلط ويحاول تحديها, ينبغي عليها ان تتصدي
له وتفهمه انها لا تسمح له بأن يسيء الأدب تجاهها حتي في أكثر لحظات غضبه
وانفعاله, ولكي يعتاد الطفل علي احترام أبويه, فهو في حاجة لأن يشعر
باحترامهما له ولابد من مساعدته علي فهم الأسباب التي تدعوهما لهذا الموقف
وايضا من خلال الاستماع لوجهة نظره قبل معاقبته والاعتذار له في حالة تبين
انهما اساءا التقدير, حيث يؤكد له ذلك انهما يتعاملان معه علي أساس العدل
والانصاف, واخيرا يؤكد الدكتور إلهامي عبد العزيز ان الطفل بحاجة الي
احترام نفسه لكي ينال احترام الاخرين, وهذا يتطلب ان نغرس فيه منذ الصغر
قيمة الاعتزار بنفسه وتعويده علي عدم الاستهانة بقدراته ومواهبه وحثه علي
تحمل المسئولية وتقدير احتياجاته, وعدم السخرية منه أو التقليل من شأنه
حتي لا يفقد الثقة بنفسه ولا يستطيع ان يواجه المجتمع ولا يندمج مع زملائه
أو يشعر بالغربة أو التقليل من شأنه, فتكون شخصيته ضعيفة وتنتابه حالات
من القلق والتوتر وهذا له تأثير كبير علي عمله وعلي حياته الأسرية بعد
ذلك.